طريقة تنظيم المجتمع ودعم المرأة الفقيرة للحصول على الخدمات الصحية من الجمعيات الأهلية “

تتناول هذه الدراسة موضوع "طريقة تنظيم المجتمع ودعم المرأة الفقيرة للحصول على الخدمات الصحية من الجمعيات الأهلية"، وذلك في ضوء تزايد أهمية الخدمات الأهلية كبديل تكميلي للخدمات الحكومية، خاصة في المجتمعات المحلية التي تعاني من الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية. وقد سعت الدراسة إلى استكشاف طبيعة الدور الذي تلعبه الجمعيات الأهلية في توفير الرعاية الصحية للنساء الفقيرات، وتحليل أدوار الأخصائيين الاجتماعيين في هذا السياق، ورصد المعوقات التي تحول دون استفادة هذه الفئة من الخدمات المتاحة. اعتمدت الدراسة على منهج وصفي تحليلي، واستُخدمت أداة رئيسية تمثلت في استبانة موجهة إلى عينة من النساء الفقيرات المستفيدات من الخدمات الصحية بالجمعيات الاهلية بمحافظة الفيوم. وقد تم تحليل البيانات باستخدام أدوات إحصائية وصفية. أظهرت النتائج أن النساء ينظرن إلى الدعم الصحي المقدم من الجمعيات الأهلية على أنه مقبول نسبيًا، إلا أن هناك فجوات ملموسة في جوانب الجودة، الاستمرارية، والتنسيق مع القطاع الصحي الرسمي. كما تبين أن الأخصائي الاجتماعي يؤدي أدوارًا داعمة وفاعلة، لا سيما في المجال النفسي والتثقيفي، رغم افتقاره إلى الأدوات المؤسسية التي تعزز من فعالية تدخله. كما أظهرت النتائج أن النساء يشاركن في أنشطة التوعية الصحية بدرجة متوسطة، وأن هناك معوقات واضحة تتعلق ببُعد المواقع، ضعف الفهم، وقلة الموارد. وقد أفضى التحليل إلى عدد من التوصيات التي من شأنها تحسين فاعلية الجمعيات الأهلية، ومنها ضرورة التكامل المؤسسي مع الجهات الصحية، تطوير البرامج التوعوية، تمكين الأخصائيين الاجتماعيين، وتوسيع نطاق الخدمات لتشمل البعد النفسي والاجتماعي. تُبرز هذه الدراسة أهمية إعادة النظر في سياسات الدعم الصحي الأهلي، وتحفيز الممارسات المهنية والاجتماعية القائمة على الشراكة، بما يعزز من العدالة الصحية للنساء الفقيرات ويحقق أهداف التنمية الاجتماعية المستدامة.